مقالات

التقنية الذكية معيار “شقّة المستقبل”

تنتشر التقنية الذكية بسرعة كبيرة إلى درجة أنّ أكثر من نصف المنازل الأميركية باتت تملك جهازاً ذكياً واحداً على الأقلّ مثل «إيكو» من «أمازون» أو «هوم دوت» من «غوغل». في هذا السياق، كشف تقرير نشره موقع «غروث سبوتر» عن شراكة تقنية جديدة تسعى لتوسيع هذا الانتشار ليشمل المزيد من المجمّعات السكنية.

تقنيات منزلية

وقد أعلنت «سامسونغ» أخيراً عن شراكة تهدف إلى دمج أجهزتها من مجموعة «سمارت ثينغز» مع شبكة شركة «كوم سكوب» التقنية، ما سيتيح لأصحاب العقارات تزويد مبانيهم بتقنيات ذكية متصلة. تحتوي الوحدات السكنية في مجمّع «أواسيس آت موس بارك» في جنوب شرقي أورلاندو، على أجهزة ذكية يمكن التحكّم بها عبر تطبيق واحد خاص بالسكان، بالإضافة إلى اتصالٍ دائمٍ بالواي – فاي… «أهلاً بكم في شقّة المستقبل» هي العبارة التي تقولها آنّا هوانغ، نائبة رئيس قسم المبيعات وعلاقات الزبائن في «آي كيو» التي طوّرت برنامج الإدارة الإلكتروني للتقنية المستخدمة في «أواسيس».
يلاحظ السكّان الجدد في المجمع، الذي افتُتح عام 2020، الفرق من لحظة توقيع عقد الإيجار. إذ كشفت هوانغ أنّ «أي مقيم جديد ينتقل إلى المجمع لن يحصل على مفاتيح تقليدية»، لأنّ التحكّم بالأقفال والتهوية المركزية والأجهزة يتمّ عبر التطبيق. كما تتيح الأوامر الصوتية مثل «وصلتُ إلى المنزل» فتح الباب الرئيسي، وتشغيل الأضواء ونظام التدفئة أو التبريد.
شكّلت أقفال الأبواب واحداً من أبرز التحديات التشغيلية في أثناء تجهيز الشقق بالتقنية الذكية، حسبما كشف جوناثان ريفيرا، الشريك المؤسس لشركة «آي كيو». وقال ريفيرا: «كيف تضعون قفلاً ذكياً على باب دوار؟ لن يرغب الناس بنظام يضطرّهم في كلّ مرّة يغادر أحدهم إلى إرسال التقنيين لإعادة تشغيل كلّ شيء من البداية».
وأشار ريفيرا إلى أنّ الجواب كان في اعتماد شبكة واحدة للإدارة والسكّان.
من جهته، عدّ مارك غرودزنسكي، نائب رئيس قسم التقنية في «كوم سكوب»، أنّ المشكلات التي تشوب تشغيل هذا النوع من التقنية لعددٍ كبير من العائلات مرتبطة بالطريقة التي يتعامل فيها عادةً المطوّرون مع الشقق السكنية.
ويضيف أنّ «الطريقة التي انتقلت فيها التقنية من نظام العائلة الواحدة إلى العوائل المتعدّدة تنظر إلى هذه العوائل على أنّها مجموعة من منازل العائلة الواحدة المبنية بعضها إلى جانب بعض. وهنا تبرز منافع الحلّ الإداري الموسّع».

تحكم ذكي

يرى غرودزنسكي أنّ التقنية عامل جذب رئيسي للسكّان الجدد، لافتاً إلى أنّ «السكّان في الشقق العادية يجهّزون شبكات الواي – فاي قبل تركيب أسرّتهم. ولكن الفرق في الشقق الذكية هو أنّ السكان يدخلون ويجدون الشبكة موجودة سلفاً بمجرّد النظر إلى هواتفهم».
يحصل السكان، بالإضافة إلى الأقفال، على جهاز تحكّم بالحرارة وأضواء متصلة بالتطبيق، وأجهزة ذكية أخرى كالثلاجة التي تتيح لهم معرفة ما بداخلها بمجرّد النظر إلى هواتفهم، وترسل لهم إشعارات لإعلامهم بالمواد التي تشارف على النفاد كالحليب أو الجبن أو حتّى لتنبيههم إلى اقتراب انتهاء صلاحية محتوياتها.
تتألّف شقق «أواسيس» من غرفة أو اثنتين أو ثلاثة للنوم، ويتراوح إيجارها بين 1698 و2430 دولاراً في الشهر. وقال ريفيرا إنّ المطوّرين يمكنهم تحصيل رسوم إضافية تتراوح بين 20 و50 دولاراً للوحدة السكنية مقابل تجهيزها بالتقنية الذكية التي تصل كلفتها إلى 1000 دولار في الشقة الواحدة.
يملك السكان أيضاً خيار شراء المزيد من الأجهزة الذكية ودمجها في شبكة المجمع. وبينما يستمتع السكان بهذه التقنية المتطوّرة، يساعد النظام أيضاً الشركة المسؤولة عن إدارة المجمع. فقد رأى غرودزنسكي أنّ «الأمر لا يتوقّف عند الأقفال والأضواء»، إذ يستطيع مديرو العقار مثلاً تركيب منظّمات حرارة في الشقق غير المشغولة لخفض كلفة الطاقة.
يشير مات ميركادو، عامل صيانة في «أواسيس»، إلى أنّ الشبكة سهّلت عمله كثيراً لأنّها ترسل الإشعارات والتنبيهات عندما يحصل شيء يتطلّب الاهتمام. إنّها تسهم فعلاً في الصيانة الوقائية التي نقوم بها».

المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى