دراسات

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بفاعلية العلاج الكيميائي ضد سرطان الثدي

طوّر باحثون في جامعة “واترلو” الكندية تقنيةً تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بما إذا كانت السيدات المصابات بسرطان الثدي يمكنهن الاستفادة من العلاج الكيميائي قبل الجراحة أم لا.

وأوضح الباحثون أن “خوارزمية الذكاء الاصطناعي الجديدة يمكن أن تساعد المريضات اللاتي لا يناسبهن العلاج الكيميائي على تجنُّب الآثار الجانبية الخطيرة للعلاج الكيميائي، وتمهيد الطريق لنتائج جراحية أفضل لمَن يناسبهن العلاج.

وتشير الدراسة إلى أن “سرطان الثدي يمثل أكثر من 25٪ من جميع حالات السرطان الجديدة لدى الإناث، وأن استخدام العلاج الكيميائي زاد مؤخرًا لأنه قد ينتج عنه استجابة مُرضية كاملة للمريض؛ إذ يمكنه تقليص أورام سرطان الثدي قبل الجراحة، لجعل الجراحة ممكنة أو أسهل، وتقليل الحاجة إلى جراحة كبرى مثل استئصال الثدي، لكن من الصعب التنبؤ بمدى استجابة المريض لهذا العلاج”.

يقول ألكسندر وونج -أستاذ هندسة تصميم الأنظمة في جامعة واترلو، وقائد فريق البحث- في تصريحات لـ”للعلم”: يمكن أن يساعد نظام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بما إذا كان من المرجح أن يستجيب المريض جيدًا لعلاج معين، ويمنح الأطباء الأداة اللازمة لوصف أفضل علاج شخصي للمريض، ومن ثم تحسين الشفاء والبقاء على قيد الحياة.

يضيف “وونج”: هناك اكتشافان رئيسيان لهذه الدراسة أعتقد أنهما مهمان بشكل خاص، الأول هو أن الفريق كشف النقاب عن طريقة جديدة للتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) تسمى (CDI)، التي اكتشفنا مؤخرًا أنها فعالة للغاية في تحديد سرطان البروستاتا المهم سريريًّا مقارنةً بتقنيات التصوير القياسية، وكانت فعالة أيضًا في التنبؤ بما إذا كان من المحتمل أن تحقق مريضات سرطان الثدي استجابةً مُرضية كاملة، وهي عدم وجود خلايا سرطانية نشطة موجودة في الجراحة نتيجة العلاج الكيميائي المساعد أم لا.

ويتابع: الاكتشاف الرئيسي الثاني هو أننا وجدنا أن الذكاء الاصطناعي كان فعالًا للغاية في إجراء مثل هذه التنبؤات تلقائيًّا، استنادًا إلى بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي المسماة (CDI) التي طوّرناها، وبالتالي توضيح إمكانياتها كأداة مفيدة لمساعدة أطباء الأورام في وصف العلاج المناسب.

ووفق الدراسة، فإنه من خلال المعرفة المستقاة من صور (CDI) لحالات سرطان الثدي القديمة ومعلومات عن نتائجها، يمكن للذكاء الاصطناعي -عبر الخوارزميات المستخدمة في التعلم العميق- التنبؤ بما إذا كان العلاج الكيميائي قبل الجراحة سيفيد المريضات الجدد أم لا بناءً على صور (CDI) الخاصة بهن.

يقول “وونج”: هذه الدراسة مهمة للغاية؛ لأننا حددنا بشكل أساسي مزيجًا جديدًا من تكنولوجيا التصوير والذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون هذا المزيج أداةً قويةً في اتخاذ القرارات السريرية، لمساعدة الأطباء في تحديد أفضل علاج لمريضات سرطان الثدي، وتحسين نوعية الحياة وعدم استئصال الثدي، وهذه خطوة مهمة نحو تحسين الطب الشخصي المصمم خصوصًا لحالة كل مريض بناءً على بياناته؛ نظرًا إلى أنه من الصعب جدًّا في الوقت الحالي في الممارسة القياسية تقديم توصيات دقيقة، وما ينجم عن ذلك من علاجات غير ضرورية أو حتى علاجات غير فعالة، قد تؤثر سلبيًّا على نوعية حياة المريض نتيجة الآثار الجانبية السيئة.

فعلى سبيل المثال، فإن الأداة الجديدة يمكن أن تجعل العلاج الكيميائي المستجد فعالًا للغاية وحاسمًا إما في القضاء على الخلايا السرطانية تمامًا أو جعل الورم غير القابل للجراحة صغيرًا بدرجة كافية ليمكن إزالته من خلال الجراحة.

وأفاد “وونج” بأن فريق البحث أتاح خوارزمية الذكاء الاصطناعي الجديدة ومجموعة البيانات الكاملة لتقنية (CDI) لسرطان الثدي للجمهور من خلال مبادرة شبكة السرطان العالمية المفتوحة (Cancer-Net) حتى يتمكن باحثون آخرون من المساعدة في تقدُّم هذا المجال، والبناء على نتائجنا والاستفادة منها؛ لتسريع تبنِّيها.

وعن خطواتهم المستقبلية، يقول “وونج”: نستكشف حاليًّا توسيع نطاق هذا العمل ليشمل إجراء تنبؤات بخطوات حاسمة أخرى في عملية اتخاذ القرار الإكلينيكي للسرطان مثل تصنيف السرطان، لمساعدة الأطباء على تكوين فهم أفضل لمدى سرعة نمو السرطان، ومدى شدته، ومدى احتمالية الإصابة بالسرطان، ومراحل انتشار سرطان الثدي، وكذلك تطبيق التقنية على أشكال أخرى من السرطانات.

المصدر
scientificamerican

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى