الصين تطلق روبوتات لبناء قواعد على القمر بتربته
أعلن علماء صينيون أنّهم نجحوا في إطلاق نماذج تجريبية من روبوتات قادرة على بناء قواعد على القمر باستخدام التربة القمرية نفسها. صُمم الروبوت المسمّى «تشاينيز سوبر ميسونزChinese Super Masons» لاستخدام الموارد المتوفرة على القمر لبناء قواعد ومستوطنات للبشر.
وأشارت الأكاديمية الصينية للعلوم إلى أنّ الروبوتات التجريبية أُطلقت على متن صاروخ «لونغ مارش 5» في 15 أبريل (نيسان) الماضي، من مركز وينتشانغ للإطلاق الفضائي، جنوب الصين، وأنّها تأتي في إطار خطط الصين الطموحة لتأسيس وجود بشري دائم على القمر خلال العقود المقبلة.
تضمّ الروبوتات الجديدة أدوات وأجهزة استشعار متنوّعة، تتيح لها التحرّك بسهولة على الأرضية القمرية وجمع المواد الضرورية لبناء الهيكل المستهدف. ويستخدم «تشاينيز سوبر ميسونز» تقنية «التلبيد» التي تعتمد على تسخين التربة القمرية لصناعة مادّة صلبة أشبه بالأحجار يمكن استخدامها في البناء. وقال د. تشن غواليانغ، باحثٌ مشارك في المشروع، من الأكاديمية الصينية للعلوم، إنّ «استخدام المواد المحلية للبناء يساعد في تقليل الموارد التي نحتاج لإرسالها من الأرض في عمليات نقل مكلفة جداً».
صُمم الروبوت الجديد أيضاً ليعمل باستقلالية دون الحاجة إلى تدخّل بشري، وهو أمرٌ مهمٌ، لأنّ البيئة القمرية قاسية جداً، ويصعب على البشر العيش أو العمل فيها لفترات طويلة.
وتشكّل هذه الروبوتات جزءاً واحداً فقط من الجهود الصينية الواسعة الهادفة إلى تأسيس وجود بشري دائم على القمر، فقد أطلقت الحكومة الصينية في السنوات القليلة الماضية سلسلة من البعثات القمرية، أبرزها الهبوط الناجح الذي حقّقته سفينة «تشينغ إي 5»، التي جمعت عيّنات من سطح القمر وحملتها إلى الأرض.
بدوره، يشكّل البرنامج الصيني القمري جزءاً من اتجاه أوسع لاستكشاف واستيطان الفضاء، تقوده حكومات وشركات خاصة حول العالم، من خلال الاستثمار في تقنيات قادرة على دعم إقامة بشرية طويلة الأمد في الفضاء. وأخيراً، اعتبر تشن أنّ «الهدف الصيني هو بناء وجود مستدام ومكتفٍ ذاتياً على القمر»، واصفاً روبوتات «تشاينيز سوبر ميسونز» «بالخطوة المهمّة جداً باتجاه تحقيق هذا الهدف».