السعودية تفتتح أول جامع في العالم مشيّد بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
في مدينة جدة بالمملكة السعودية، تم استقبال المصلين لأول مرة في «جامع المرحوم عبد العزيز عبد الله شربتلي»، الذي يعتبر أول جامع في العالم مشيد بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. هذا المشروع الرائد، الذي يغطي مساحة 5600 متر مربع، هو مبادرة من سيدة الأعمال السعودية وجنات محمد عبد الواحد تكريماً لذكرى زوجها الفقيد. إنجاز هذا البناء استغرق نحو 6 أشهر، بفضل جهود أربع طابعات إنشائية من إنتاج شركة الصينية «جوانلي» (Guanli). بحسب تصريحات لوسائل الإعلام السعودية من قبل السيدة وجنات، كان الهدف من وراء هذا المشروع هو إدخال وتعزيز استخدام هذه التقنية الجديدة في السعودية، مما يضع البلاد في طليعة الدول المستخدمة لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء.
في سياق متصل، السعودية ليست بجديدة على استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء. قبل تشييد هذا الجامع، تم إنشاء أول مبنى صناعي خرساني بالطباعة ثلاثية الأبعاد في منطقة الحوية بالطائف في مكة المكرمة في مارس من العام السابق، بارتفاع 3.85 متر ومساحة 63 متر مربع. تم إكمال هذا المبنى بسرعة طباعة مذهلة وعلى طابعة قادرة على العمل على مساحة بأبعاد 7x4x4 أمتار. كذلك، في بداية عام 2022، تم تشييد أول منزل في الرياض باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يؤكد على توجه المملكة نحو استخدام هذه التقنيات الحديثة في البناء.
من الجدير بالذكر أن الفكرة وراء استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء ظهرت للمرة الأولى في عام 1981، مع حصول تشاك هال على براءة اختراع لـ«جهاز النماذج الأولية السريعة». البناء الأول من نوعه باستخدام هذه التقنية تم في بكين في عام 2014، حيث استغرق البناء 48 ساعة فقط باستخدام 20 طناً من مواد البناء.
تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء تشهد تطوراً متسارعاً، مع ظهور شركات متخصصة تعمل على تحسين هذه التقنية وجعلها أكثر فعالية واستدامة. تُستخدم هذه التقنية لطباعة الجدران والأسقف بمواد مختلفة كالخرسانة والبلاستيك والطين، مما يساهم في خفض التكاليف وزيادة سرعة البناء. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه التقنية، تظل تكلفة الطابعات مرتفعة وبعض المواد المستخدمة في طور التطوير، مما يثير تساؤلات حول سلامة ومتانة البناء باستخدام هذه التقنية.