اختبار دم مدعوم بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الإنتان
أفاد الأطباء بأن الدمج بين فحص دم روتيني وتقنيات الذكاء الاصطناعي قد يسرع من عملية تشخيص الإنتان ويساعد في تحديد المرضى الأكثر عرضة لمواجهة مضاعفات خطيرة، بحسب ما ذكرته صحيفة “الغارديان”.
الإنتان حالة مرضية حرجة تحدث عندما لا يستطيع الجسم الرد بشكل فعّال على العدوى، ما قد يؤدي إلى الصدمة الإنتانية التي تسبب ضرراً كبيراً لأعضاء مثل الرئتين، الكلى، والكبد، وغيرها. هذه الحالة قد تنتهي بالوفاة، مع تقديرات تشير إلى وفاة حوالي 11 مليون شخص سنوياً حول العالم بسبب الإنتان.
يقترح أسلوب جديد يجمع بين تحليل الدم والذكاء الاصطناعي الكشف المبكر عن الإنتان ويعزز فرص إنقاذ حياة المرضى، وفق ما أكد خبراء اعتمدوا على البيانات الجزيئية الخاصة بالإنتان وأدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم مدى خطورة تعرض المريض لفشل الأعضاء أو الوفاة.
سيتم عرض نتائج هذه الأبحاث في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية الذي سيقام في برشلونة الشهر الحالي.
أشارت الدكتورة ليزا ميلهامار، من جامعة لوند في السويد، إلى أهمية سرعة تحديد المرضى المحتمل إصابتهم بالإنتان قبل تطور حالتهم إلى فشل الأعضاء. ونظرًا للصعوبات المتعلقة بالتشخيص الفوري والعدد الكبير من الوفيات الناتجة عن الإنتان سنويًا، فإن الحاجة ماسة إلى استراتيجيات تشخيصية بديلة.
أوضحت أن الفحص الدموي بالتعاون مع التقييم الخطر الفردي قد يكون حاسمًا في إنقاذ الأرواح عبر توفير تشخيص دقيق للإنتان والتنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة لتطوير حالات خطيرة.
في الدراسة التي شملت 1364 عينة بلازما من بالغين أُدخلوا لقسم الطوارئ بمستشفى جامعة “Skåne” بشبهة الإنتان من سبتمبر 2016 حتى مارس 2023، تبين أن 913 من أصل 1073 مريضاً كانوا مصابين بالإنتان.
عمل الفريق على تحليل البروتينات المرتبطة بالاستجابة المناعية للإنتان لتحديد نمط معين، ومن ثم تطوير توقيعات جزيئية استُخدمت لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة لتطوير الصدمة الإنتانية.
تم تصنيف المرضى وفقاً لمستويات خطورة مختلفة تجاه الصدمة الإنتانية، مع إظهار النموذج القدرة على ربط زيادة المخاطر بارتفاع معدلات الوفيات.
كما تمكن الباحثون من تحديد مجموعات من البروتينات التي تنبأت بالخلل الوظيفي في أنواع مختلفة من الأعضاء، وتصنيف المرضى إلى فئات مخاطر متعددة بناءً على احتمالية الإصابة بخلل وظيفي في الأعضاء، العدوى، وخطر الوفاة.
وأضافت ميلهامار أن هذا الاختبار السريع الذي يقدم تشخيصاً دقيقاً للإنتان ويتنبأ بالمعرضين للخطر يعد الآن إمكانية واقعية، مشيرةً إلى أن هذا النهج قد يحسن بشكل كبير من نتائج المرضى عبر توفير رعاية مخصصة.
تسلط هذه النتائج الضوء على الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في تحسين تشخيص الإنتان وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة، ما يمكن أن يسهم في تحسين معدلات النجاة وتقليل مخاطر الوفاة المرتبطة بهذه الحالة الصحية الحرجة.