دراسات

كيف يستخدم الباحثون ألعاب بناء المدن الرقمية لتشكيل المستقبل

كيف يستخدم الباحثون ألعاب بناء المدن الرقمية لتشكيل المستقبل

توصل باحثو جامعة لانكستر إلى تقنية رسم خرائط جديدة ومتطورة تمكن الأجيال القادمة من المشاركة في إنشاء المناظر الطبيعية المستقبلية الخاصة بهم.

ووضح الباحثون في بحثهم الجديد إن المخططين يفتقدون حيلة حقيقية عندما يتعلق الأمر بتشجيع وإشراك الجمهور للمساعدة في تشكيل مدنهم وبلداتهم ومقاطعاتهم للمستقبل. وأضافوا أيضًا إن منصات الألعاب يمكن استخدامها للتخطيط للمدن المستقبلية ومساعدة الجمهور أيضًا على الانغماس في هذه العوالم المستقبلية.

قام الباحثون بتعديل لعبة Colossal Order ‘Cities: Skylines’ حيث يتحكم اللاعبون في المناطق والخدمات العامة والنقل. يمكن استيراد المباني والنماذج الواقعية إلى اللعبة لإنشاء مدن واقعية وإبلاغ التخطيط.

يمكن للاعبين إدارة التعليم وخدمات الشرطة والإطفاء والصحة وحتى وضع سياسات ضريبية، من بين محاكاة واقعية أخرى. تقيس لوحة معلومات اللعبة حتى مدى سعادة المواطنين! كما يجب على اللاعبين إضافة البنية التحتية وإدارة الطاقة والمياه والتفكير بعناية فيما هو مطلوب لمجتمعهم.

وبما أن 20% فقط من الشباب مهتمون بالتخطيط، وفقًا لإحصاءات معهد التخطيط الحضري الملكي، فإن استخدام الألعاب الرقمية، كما يقول الباحثون، يمكّن الجمهور من “لعب” سياسات التخطيط في العالم الحقيقي استنادًا إلى مكان في “العالم الحقيقي”، مما يخلق حوارًا مع المخططين.

تم استخدام تكنولوجيا الألعاب في نماذج التخطيط ثلاثية الأبعاد وما يسمى بنماذج معلومات المدينة (CIMs)، والتوائم الرقمية الحضرية (UDTs). التوائم الرقمية الحضرية هي أنظمة نسخ طبق الأصل افتراضية لبيئة متصلة بأجهزة استشعار في العالم الحقيقي مثل حركة المرور أو جودة الهواء لتعزيز المشاركة العامة والانخراط في عملية التخطيط وتوليد سيناريوهات مستقبلية.

لكن، كما يقول الباحثون، في حين أن هذه خطوة جيدة إلى الأمام، فإن استخدام تكنولوجيا الألعاب للتطبيقات في العالم الحقيقي “أحادي الاتجاه ويفتقد الفرص” لتضمين تصميم الألعاب والبحث، مثل الميكانيكا والديناميكيات والتدفق و”بناء العالم” التشاركي العام للسيناريوهات المستقبلية. إنهم يعتقدون أن التكنولوجيا يمكن استخدامها لمستويات أعلى من “مشاركة المواطنين” من خلال جعل العملية أكثر متعة.

وأضافوا أن هذه الطريقة فعالة من حيث التكلفة ويمكن طرحها في جميع أنحاء المملكة المتحدة من قبل أي سلطة محلية.

لقد أجروا بالفعل ورش عمل للألعاب لاختبار اللعب جنبًا إلى جنب مع مجلس مدينة لانكستر مع 140 طفلاً للعب والتخطيط لمدينة لانكستر في المملكة المتحدة، في منطقة سيتم تطويرها جنبًا إلى جنب مع مجلس مقاطعة لانكشاير وباني المنازل الوطني Homes England، والتي تم تخصيصها سابقًا للتطوير كقرية حدائق جديدة لـ 5000 منزل.

في حين تستخدم مجموعة من سيناريوهات التخطيط الحضري المستقبلية تكنولوجيا الألعاب، إلا أنها لا تتضمن بالضرورة أفكار تصميم الألعاب مثل الميكانيكا والديناميكيات والمستويات والتقدم والتدفقات والتغذية الراجعة كجزء من عالم اللعبة، كما يقول الباحثون.

وأضاف الباحثون أن هذا يحتاج إلى فهم أكثر اكتمالاً إذا كان لهذه الأنظمة أن تحقق فوائد محتملة من حيث مشاركة المواطنين بشكل أكثر اكتمالاً.

فيما أنشأ الدكتور كيريتون والأستاذ كولتون أداة مرجعية لنماذج التخطيط الجديدة وتقدم دراسات الحالة اللاحقة رؤى جديدة حول الفرص المتاحة لاستخدام تصميم الألعاب وتكنولوجيا الألعاب في التخطيط الحضري والتحول الرقمي.

يطور المقال في Acta Ludologica فهمًا لدور ألعاب بناء العالم في التخطيط الحضري والهندسة المعمارية والتصميم، وتطوير استمرارية نظرية للعبة الحضرية لتسليط الضوء على الفروق الدقيقة المختلفة لمجموعة من السوابق وتطبيقات المستقبل.

تعد المدن والمناطق الحضرية أنظمة معقدة، وتسمح الألعاب للاعب باستكشاف تعقيدات هذا المشهد ومحاكاة السلوك ونموذجه وتحقيق السيناريوهات. يمكن القول إن هناك دمجًا مقيدًا لتقنيات الألعاب في التخطيط في العالم الحقيقي مما يؤدي إلى تفويت فرص إشراك اللاعبين في تغيير قواعد النظام الذي يتم تكراره.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة ماسة إلى ذلك حيث ستنظر الحكومات الجديدة في التغيير العاجل المطلوب في التخطيط إذا أردنا معالجة النقص في الإسكان وتحفيز النمو الاقتصادي. وللقيام بذلك، سيحتاج المخططون إلى الدعم وتنمية المهارات والأدوات اللازمة لإشراك الناس.

المصدر
sciencedaily

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى