المساجد الذكية في السعودية تجربة ملهمة لخدمة المصلين وإدارة دور العبادة

المساجد الذكية في السعودية تجربة ملهمة لخدمة المصلين وإدارة دور العبادة
تخيل أنك لأول مرة تذهب للمسجد فتجد العديد من الأنظمة المؤتمتة المدارة بكفاءة مثل الإضاءة، المكيفات، الحمامات، التبليغ عن الشكاوى والتجاوزات، الإرشادات الدعوية وغيرها، ما يعطي تجربة تضيف لك الشعور بالراحة في دور العبادة الذكي، الذي بدأت تنتشر فكرته منذ سنوات قليلة في المملكة العربية السعودية، ليثبت مدى كفاءته في تنظيم العمليات الحيوية وتوفير الطاقة والمياه وتسهيل تفاعل المترددين عليه، وفي التقرير التالي نتعرف أكثر على فكرة المسجد الذكي وأهمية التقنيات في مساعدة المصلين.
ما هو المسجد الذكي؟
المسجد الذكي يعتمد على تشغيل الأجهزة والمرفقات عن طريق أتمتة وأنترنت الأشياء، ويعتمد المسجد على المستشعرات الذكية واتخاذ قرارات بناء عليها، فعلى سبيل المثال يتم التحكم بالإضاءة من خلال فتحها وغلقها أو تخفيفها حسب ضوء النهار الخارجي أو ظلمة الليل، كما يتم التحكم بالمكيفات من خلال استشعار درجات الحرارة داخل المسجد.
بالإضافة إلى توفير المياه من خلال تركيب صنابير بمستشعرات ما يضمن استخدام المياه وقت الحاجة، مع متابعة استهلاك الأجهزة ومراقبتها والتحكم فيها عن بعد من خلال تطبيق الهاتف.
ما الاستفادة من النظام الذكي للجوامع؟
أدركت المملكة أهمية أتمتة جميع الأنظمة في كل المؤسسات لتسهيل الحياة على الأفراد وإدارة العمليات بجودة وكفاءة. فالمساجد الذكية تستطيع توفير أكثر من 50% من استهلاك الطاقة، كما أن العديد منها يعتمد على الألواح الشمسية كمصدر للكهرباء ما يضمن تجربة صديقة للبيئة، كما يمكن التحكم في كل العمليات والحصول على تقارير للتشغيل والاستهلاك، وتخصيص نظام للتحكم في التكيفات والإضاءة حسب أوقات الصلوات والذروة وانتهاء وقت الصلاة.
بالإضافة إلى تسهيل مراقبة التجاوزات من خلال منح صلاحية للمصلين بالإبلاغ عن الشكاوى والمشكلات إلكترونياً وإرفاق صورة أو مقطع فيديو من خلال QR code للجهة التي تدير المسجد ما يسرع عملية التدخل لحلها.
وفي رمضان 2024 زودت وزارة الشؤون الإسلامية مساجد مكة المكرمة بشاشات رقمية تعرف الزائرين بالإرشادات والتعليمات وأوقات الصلاة، مع توفير الكتب الدينية الإلكترونية بعدد من اللغات عبر باركود يمكن مسحه من خلال الجوال.
تطبيقات في مساجد ذكية في السعودية
ركزت المملكة على تطبيق الأنظمة الذكية في مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأثمرت هذه التجارب بنجاح.
ويعتبر مسجد “هيا العساف” بمكة من أوائل المساجد المتضمنة لنظام أتمتة وتحكم للإضاءة والتكيف والمياة، ونظام تحكم بجميع الطوابق من خلال شاشة لمس، مع نظام لفتح وغلق الأبواب والمكيفات وصنابير المياة في أوقات الصلاة وغلق تلك الأنظمة بعد الانتهاء من الصلاة بوقت محدد، وإنشاء نظام لمراقبة التجاوزات والخلل والتنبيه الألي لها، ليصبح نواة مساجد السعودية الذكية.
وفي رمضان 2025 افتتحت أربعة مساجد ذكية بالمدينة المنورة، تسع مئات المصلين بأحدث تقنيات في الإضاءة والصوتيات والتكييف وتطبيق نظام المياة الرمادية، كما لا يمكن تجاهل فكرة الشاشات الرقمية التفاعلية التي تتيح معرفة المعلومات الشرعية في الحرمين الشريفين، ودور الروبوتات الموجودة داخل المسجد النبوي للتعقيم وتنقية الهواء، والروبوتات الذكية التي ترشد المعتمر وتجيب على أسئلته بمختلف اللغات كلمسة تقنية عظيمة.
فيما ضرب مسجد المعمور في الرياض مثالاً عظيماً في تنظيم المساجد الذكية، فهو يعمل جزئياً بالطاقة الشمسية ومزود بعدة خدمات تقنية مختلفة منها الاستفادة من مياه الوضوء والأمطار التي تتراكم على سطح المسجد لري الحديقة المحيطة به، ونظام الحمامات الذكية التي تستخدم الصنابير بمستشعرات توفر هدر المياه وقت الوضوء، والأرضية ذات الخشب المعالج التي تسهل امتصاص الماء من قدم المتوضىء ، وتجفيفها من خلال الشقوق التي يخرج منها تيار هواء.
فيما يتم وضع البخور في المسجد بطريقة ذكية من خلال ربط التبخير بنظام التكييف، ليوزع بطريقة جيدة.