كيف سيؤثر نظام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على المجال التقني؟
جاء إعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لإضافة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية كصفعة قوية أربكت الاقتصاد العالمي، مع فرض مبالغ أكبر على الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
ويأتي قرار ترامب رغبة في تشجيع الإنتاج المحلي وتقليل الاستيراد، وحل مشكلة العجز التجاري بينها وبين منافسيها التجاريين.
وفرضت التعريفة الجمركية بنسبة 34% على السلع الصينية ليصبح إجمالي الضريبة عليها 54% في هذا العام، مما دفع التنين الصيني للانتقام من الصقر الأمريكي بإضافة نفس النسبة على الصادرات الأمريكية التي تدخل أراضيها مع قيود على تصدير المعادن النادرة إلى منافسها الغربي.
وقررت العديد من الدول المتضررة السير على درب الصين، وذلك في عملية انتقامية من إجراء البيت الأبيض الذي سيقيد حجم صادرات الدول الأجنبية وأرباحها في السوق الأمريكية.
أضرار الرسوم الجمركية على المجال التقني
إن العديد من الشركات التقنية الأمريكية تستورد العديد من المنتجات من الصين لصناعة الأجهزة، فهناك طلب من بعض الشركات الغربية على المعالجات ورقائق الذاكرة والبطاريات والشاشات، لذا فالمتوقع بعد القرار زيادة عظيمة على كل أسعار المنتجات التقنية.
وتزيد الردود الانتقامية برفع رسوم الجمارك بين الدول وبعضها، موجات الغلاء في كل دول العالم، مع إضعاف سلاسل الإمداد اللوجستية بسبب الزيادة المتبادلة.
ووفق تقديرات من المرجح أن ترتفع أسعار الحواسيب المحمولة والتابلت إلى 46% بعد القرار مع انخفاض بنسبة 68% من المبيعات، مع زيادة على منتجات ألعاب الفيديو تصل ل40-58%.
وتعتبر أبل من المتضررين من القرار الذي قد يزيد سعر هواتفها الذكية إلى 30 أو 40%، نظراً لتصنيع بعض جوالات الأيفون في الصين.
وعلى جانب أخر انخفضت أسهم العديد من علامات السيارات الشهيرة مثل تسلا، وفولكس فاجن، وبي إم دبليو، وبورش بعد فترة قصيرة من القرار، إزاء مخاوف المستثمرين من زيادة التكاليف وزيادة المصاريف اللوجيستية.
ويرجح المحللون أن التوقعات المحتملة قد تسبب في انخفاض المبيعات نظراً للزيادة المهولة التي تعوق خروج الأموال من محافظ المستهلكين.
وعلق الرئيس دونالد ترامب على المخاوف، بأن الأسعار قد ترتفع لكنها ستنخفض وعلى الأمريكيين الاستعداد لبعض الألم في الأمد القريب.
كيف يرى رواد التكنولوجيا الزيادة الجمركية؟
ربما اختلف ملوك شركات السيلكون فالي على العديد من الأفكار، إلا إن المخاوف من الزيادة الجمركية هو القرار الذي وحد صفوفهم. وأعرب إيلون ماسك الرئيس المقرب من الرئيس دونالد ترامب عن رغبته بنظام خالي من الرسوم الجمركية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي وإنشاء منطقة تجارة حرة بينهما.
وتأتي مطالبات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا بعد مخاوف من إجراء الاتحاد الأوروبي رداً انتقامياً، والمنافسة الشديدة بينها وبين شركة BYD التي بدأت تلوح في الأفق.
فيما يخشى آرون ليفي الرئيس التنفيذي لشركة بوكس من تفوق الصين في الصراع التقني الذي نشأ بينها وبين الولايات المتحدة بعد قرار البيت الأبيض.
كما حذر مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات بأن التعريفات الجمركية ستدمر الصناعات التقنية، مطالبة بالتراجع عن التعريفات الجمركية نظراً لتأثيرها الممتد على التكاليف وقيادة الولايات المتحدة لمجال الذكاء الصناعي.
