الذكاء الاصطناعي لتحديد أماكن المواد البلاستيكية العائمة في المحيطات

دور الذكاء الاصطناعي في التصدي لأزمة تلوث البلاستيك: نحو مستقبل بيئي أنظف
تشير دراسات إلى أن الاستهلاك العالمي للبلاستيك يبلغ ما بين 350 و460 مليون طن متري سنوياً، ومع تزايد الإنتاج بأكثر من الضعف خلال العقدين الماضيين، يُتوقع أن يرتفع إلى ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2060. تنبعث هذه الزيادة الهائلة من التكنولوجيا المتقدمة والرقابة البيئية، وتُشكل تهديدًا كبيرًا للبيئة وصحة الإنسان. ومع هذه المخاوف المتزايدة، يظهر الأمل في الأفق بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والإشراف البيئي.
يقود فريق من الباحثين في جامعة “EPFL” وجامعة “فاجينينجن” جهدًا مبتكرًا لمواجهة هذه الأزمة. في دراستهم الرائدة التي نُشرت في مجلة “Cell iScience”، كشفوا عن نموذج ذكاء اصطناعي يستخدم الأقمار الاصطناعية بدقة فائقة لتحديد البلاستيك العائم في المحيطات. يتيح هذا النموذج تنظيف البحار والأنهار بشكل فعّال باستخدام سفن متخصصة.
إمكانيات صور الأقمار الاصطناعية: تأتي صور الأقمار الاصطناعية من “Sentinel – 2” التابعة لـ”وكالة الفضاء الأوروبية”، وتلتقط المناطق الساحلية حول العالم كل يومين إلى خمسة أيام. تتطلب هذه البيانات الكبيرة تحليلاً آليًا، وتم تحقيق هذا باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي. بالتعاون مع علماء المحيطات والاستشعار عن بعد، قام الباحثون بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على تحديد الحطام البلاستيكي باستخدام الصور الاصطناعية.
النتائج المتوقعة: يهدف الباحثون إلى تطوير نموذج قوي لكشف الحطام البحري يفوق الأساليب السابقة في التنبؤ بالحطام. يحتفظ النموذج بدقته حتى في ظروف مناخية صعبة، ويوفر إمكانية التعرف على الحطام حتى في ظروف معاكسة.
معالجة حطام البلاستيك: تحمل نتائج الكشف الدقيق عن المواد البلاستيكية في الأماكن البحرية أهمية كبيرة، خاصةً عندما تصل المواد البلاستيكية إلى المياه المفتوحة بعد هطول الأمطار والفيضانات. يعمل النموذج على توسيع قدراته لتشمل صور “PlanetScope”، مما يعد وعدًا لتعزيز مراقبة الحطام البحري بشكل مستمر.
حقائق:
- تتوقع “OECD” وصول النفايات البلاستيكية العالمية إلى 1.23 مليار طن متري سنويًا بحلول عام 2060.
- يسهم قطاع البلاستيك بنسبة 10.7% في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
يعكس هذا النهج الابتكاري الجهود المستمرة لمواجهة تلوث البلاستيك. يأمل الباحثون في تحسين مهارات نموذجهم لتوفير بيئة أنظف وصحية، وهو سيناريو يتحقق بفضل تكامل التكنولوجيا المتقدمة والاهتمام بالبيئة.